** ( مـواقـع الـنـجوم ) **
قالَ السَموأل :
إِذا الـمَرءُ لَم يُدنَس مِـنَ اللُؤمِ عِــرضُــهُ
فَـــــكُــــلُّ رِداءٍ يَـــرتَـــديــهِ جَـــمـــيــلُ
تُــعَــيِّــرُنـا أَنّـــــــا قَـــلــيــلٌ عَــديــدُنــا
فَــقُــلـتُ لَــــهـــا إِنَّ الـــكِــرامَ قَــلــيـلُ
فَـنَـحنُ كَـمـاءِ الـمُزنِ مـــــا فـي نِـصابِنا
كَـــهـــامٌ وَلا فــيــنــا يُـــعَـــدُّ بَــخــيــلُ
و قالَ بشر الفزاريّ :
وإنِّـــيَ لا أَخْـــزَى إذا قِــيـلَ مُـــمْـــلِـقٌ
جَـــــوادٌ وأَخْــــزَى أَنْ يُــــقــالَ بَــخِـيـلُ
إذا كـنتُ فـي الـقَوْمِ الطِّوالِ عَــلَـوْتُـهُـمْ
بِــعــارِفَــةٍ حـــتّـــى يُـــقـــالَ طَـــوِيــلُ
ولا خَـيْـرَ في حُسْنِ الجُسُومِ وطُـولِـهـا
إذا لـــــم يَـزِنْ حُـسْنَ الـجُسُومِ عُـقُولُ
ولَــــــمْ أَر كـالـمَـعْـرُوفِ، أمَّــــا مَــذاقُـهُ
فَــحُــلْــوٌ وأمـــــــا وجْـــهُــهُ فَــجَـمِـيـلُ
و قالَ المُتنبي :
لا يُــــدرِكُ الــمَـجـدَ إلاّ سَــيّـدٌ فَــطِـنٌ
لِـمَــا يَـشُـقُّ عَـلـى الـسّـاداتِ فَـعّـالُ
تَـمَـلّـكَ الحَـمْـدَ حتى مــا لِـمُــفْـتَـخِـرٍ
فـــي الـحَــمْـدِ حــاءٌ وَلا مـيـمٌ وَلا دالُ
لَــوْلا الـمَـشَقّةُ سَــادَ الـنّـاسُ كُـلُّـهُـمُ
الـــجُـــودُ يُــفْــقِـرُ وَالإقـــــدامُ قَـــتّــالُ
ذِكْــرُ الـفـتى عُـمْرُهُ الـثّانـي وَحـاجَـتُـهُ
مَـــــا قَـاتَـهُ وَفُـضُـولُ الـعَـيشِ أشـغَـالُ
و قالَ :
أنَــا الــذي نَـظَرَ الأعْـمَى إلـى أدَبـي
وَأسْـمَـعَتْ كَـلِـماتي مَــنْ بـهِ صَـمَـمُ
كـــم تَـطْـلُـبُونَ لَــنَـا عَـيْـباً فـيُـعجِزُكمْ
وَيَـــكْــرَهُ الله مـــــا تَـــأتُــونَ وَالـكَــرَمُ
ما أبعدَ الـعَـيـبَ والـنّقصانَ منْ شرَفي
أنَــــــا الـثّـرَيّـا وَذانِ الـشّـيـبُ وَالــهَـرَمُ
شَـــرُّ الــبِـلادِ مَــكـانٌ لا صَــديـقَ بِـــهِ
وَشَـرُّ مـا يَـكسِبُ الإنـسانُ مـا يَــصِـمُ
و قالَ ابو فراس الحمدانيّ :
وَمَــا الـمَـرْءُ إلاّ حَـيـثُ يَـجعَلُ نَـفْسَهُ
وإنــي لـهـا فـوقَ الـسِماكينِ جـاعلُ
وَلـلـوَفْـرِ مِــتْـلافٌ وَلـلـحَـمْدِ جَــامِـعٌ
ولــلــشـرِّ تـــــرَّاكٌ ولــلـخـيـرِ فــاعلُ
و قالَ الطغرائي :
أصـالـةُ الــرأي صـانَتني عَـنِ الـخَطَلِ
وحـلَيةُ الـفَضلِ زانـَتني لَـدى الـعَطَلِ
حُــبُّ الـسَـلامَةِ يـَثـني هَـمَّ صـاحِبِهِ
عَـنِ الـمَعالي ويُغري الَمرء بالكَـسَـلِ
غــالـى بِـنـَفسي عِرْفـاني بِـقـيمَتِها
فَـصُـنتُها عــن رَخـيـصِ الـقَدْرِ مُـبتَذَلِ
مـاكـنتُ أوثــِرُ أن يـَمـتَدَّ بــي زَمـَنـي
حـتـّى أرى دَولَــةَ الأوغــادِ والـسَـفَلِ
تَـقَـدَّمَـتني أُنـــاسٌ كـــانَ شَـوطُـهـُمُ
وَراءَ خَـطوي إذ أمـشي عـلـى مَـهَـلِ
أعــدى عَـدوِّكَ ادنى مَـن وثِــقـتَ بِـــهِ
فَـحاذِرْ الـناسَ واصحَبهُم عـلـى دَخَــلِ
فــإنَّــمـا رجـــــلُ الــدنــيـا وواحِــدهــا
مَــن لايـُعَوِّلُ فـي الـدنيا عــلــى رَجُـلِ
وحُــســنُ ظَــنِّــكَ بــالأيــّامِ مَــعـجَـزَةٌ
فَـظـنَّ شَــرّاً وكـُنْ مِـنها عـلــى وَجَـلِ
قـد رَشَّـحـوكَ لِأمـــرٍ لـــو فَـطـِنـتَ لَــهُ
فَـاربأ بِـنَفسِكَ أن تَـرعى مَـعَ الــهَـمَـلِ
فَقلتُ :
شَــهـادَة ُ الــحَـقِّ لـــم تَــتـرُكْ لَــنـا أحَـــداً
إلاّ الـــعَــداءَ مِـــــنَ الأصــحــابِ و الــرَحِــم
ظَــنّــوا سَـقَـطـتُ فَــجـاءَت كـــلُّ حــاقِـدَة ٍ
لَــيـلاً تَــداعَـت الـــى لَـحـم ٍ عـلـى وَضَــمِ
أهــــــلُ الــشَــمـاتَـةِ تِــكــرَاراً يُــصَـرِّعُـهُـم
طَحني المَصاعِبَ طَحناً و الرَحى هِـمَـمـي
لَـــحــمــي مَــــريـــرٌ و لا نـــــابٌ يُــمَــزِّقُــهُ
إنّـــي اعـتَـصَـمتُ بِـحَـبـل ٍ غَــيـر ِمُـنـفَـصِمِ
مَــــــنِ اســتَــعــانَ بِــغَــيــر ِ اللهِ يَــنـقَـصِـمِ
و إن أُجـــيـــرَ بِـــكـــلِّ الــخَــلــق ِ كُــلِّــهِــم
لـيسَ الـمَنامُ عـلى الإذلال ِ مـن سِـمَـتـي
يَـهـوي الـسُـكوتُ عــن الـظُلاّم ِ بِـالشَـمَـمِ
إنّـــي فَــتـىً لَـــم و لَـــن أنـسـاقَ إمَّــعَـة ً
عــارٌ عـلـى الأُسْـدِ أن تَـرعى مَـعَ الـغَـنَـم ِ
إنّــي عـن الـناقِص ِالـمَقبُوح ِ فـي شُـغُــل ٍ
إنّـــي عـــن الـتـافِـهِ الـنَـبَّاح ِ فــي صَـمَـم ِ
إنّـــي سَــمـوتُ دَلـيـلـي كــلُّ ذي شَــرَفٍ
نــأبــى الإقــامَــةَ إلاّ فــــي ذُرى الـقِــمَـم ِ
لـيـسَ الـشُـروعُ بِـلا الإتـمام ِ مـن عَـمَلـي
و لا رَضـــيــتُ بِــــلا الإقــــدام ِ مُـغـتَـنَـمي
الـعَـيشُ فَــرداً مــن الآســادِ أشــرَفُ لـــي
مــــن أن أقــــودَ نَــعـامـاً خِـيـفَـةَ الـحُـطُـم ِ
قُــمْ واحـتَـرِثْ حَــرثَ أُسْــدٍ طــابَ مـأكَلُها
أو هُــنْ كَـضَـبع ٍعـلـى الأجـيـافِ و الـرِمَم ِ
الـنـفسُ شـابَت عـلى مـا شَـبَّ صـاحِبُها
و الـمَـرءُ يَـلـزَمُ مــا قــد كــانَ فـي الـقِدَم ِ
فَـــاربَـــأْ بِــنَـفـسِـكَ أن تَــعــتـادَ واصِــمَــة ً
إرضَــــعْ هَــوانــاً عــلــى الإذلال ِ تَـنـفَـطِم ِ
الــمَــرءُ يَــصـفـو بِــذِكــر ِ الــمَـوتِ بــاطِـنُـهُ
هَــــذِّبْ نُـفَـيـسَـكَ بِـالـتَـسجيدِ تَـسـتَـقِم ِ
لــم يَـجـمَع ِ الأرضَ ســاع ٍ فــي مَـنَـاكِبِها
و كُـــــلُّ مُـــلــكٍ لِــغَــيـر ِ اللهِ لَـــم يَــــدُم ِ
كــلُّ الـمُـلوكِ سَـتَـفنى مِـثـلَ مَـن خَـلَفوا
والـخَـلـقُ لِــلـوارِثِ الــخَـلاّق ِ ذِي الـنِـعَـم ِ
كـــلُّ الـخَـلائِـق ِ تَـمـضـي نَـحـوَ مَـصـرَعِها
فَــاجــعَــلْ لِــقــاءَكُـمـا خَـــيــراً لِـمُـخـتَـتَـم ِ
كــــلُّ الــمَـوالـيـدِ لا تـــأتــي بِــــلا وَجَــــع ٍ
و الـمَـجدُ يُـشـرِقْ إن ِالإيـلامُ فِـيكَ حَـمــي
.......................... .......................... .......
للشاعر اسامة سليم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق